إلى البحر الصغير .. رسالة من فوق الماء

إلى قطرات من النهر الخالد
إلى جرعة حب من النيل
إلى البحر الصغير( الجديد):

ها أنا ذا يا صديقى
حملت زهورى
أمد خطاى
بين أشجار السنين
و أشباح الذكريات
وأمد إلى أوراقها كفي دامى
و عينى دامعة

هلا يا تلك الشجرة أن تمدي ظلك فوق حزنى
و تمسحين عن جبينى غبار الأيام

أخالُ كأنى أسمع طيوراً تحلق منذ أعوام
و فراشات بيضاء ما زالت تورق فوق صفحة الماء زهوراً بلا جذوع
و كأن النحل يطن لحن حزن قديم
و رذاذ الماء بقايا دموع
يُصور لى أن صوته ينساب من خلف أبواب ظنونى
حملتُ إليك زهورى
و أنا أرى الزهر يذوى
يختنق من العتمة ومن الدخان
و يداى بحمله تحترقان
و قلبي يشتعل
و لا يموت
هل زهورى زهور حب ؟
أم زهورا تنبت فوق القبور
هلا صببت ماءك فوقه
أم تنكر عنى مياهك
و تعلن الجفاف
منبع و جذور

أرى الليل فوق مداك بحاراً تموج
فلم لا تجف الثلوج
أرى كلاباً ما زالت من الخوف تنبح
تنبح خوفاً و أنا منها خائف
منذ عامين تنبح
و ديك الصبح مات و لن يصدح

يا بحر
حملتُ إليك صباى
هواك و هواي
أياماً ماضيات
حملتُ إليك صباح حياتى
حدثت عنك حبيبي
و أخبرته أين تنبع
و أين تضيع
ألا ترجع حين يعود الربيع
أيا نهر حاملاً سنواتى
عبرتُ على شاطئيك
قبلت شفتاك
و سرتُ أنت على خطواتى
أيا نهر ها أنا ذا يا رفيق
أمد إليك يمينى
و بعض خطاياى
و بعض جنونى

أعود إليك
ألا تغسل تراب دمى يا رفيق
و تشد يمينى لنعبر هذا الطريق
و تنفخ ريح الزمان على ضفتيك
أعود لأنى يا نهر أنا نهر التمنى
حتى و إن صرت قاع
حصى
لا تعنى
صرتُ سراباً
يجر الحصى و التراب
يجر قلاع الضباب
أشرع فيك رؤيا
فلا أنت تهدر من مقلتى
و لا العشب يزهر تحت الخطى
أو بين الخطايا
تراك هربت
تراك نضبت
و ضعت
أرانى تعبت
و تحت كهوف السنين
خلعت رداء الحنين
و نمت حزين
و مت

موضوع جميل يا استاذ احمد

البحر الجديد للخير شريان
والاغتراب كله بوم وغربان
البحر الجديد له ضفتان
وغربتك بحر بلا شطئان
ترى أشعرك من سحر البيان
ام انه الشيطان
أذلك هو طبع الانسان
يبحث عن القلق بإمعان
دع عنك الحزن يا ربان
ولا يجرمنكم شنئان
أسهب لنا فى ذكر الزهر والبستان
والفراش والنحل والديكة والاذان
ودعك من الجنون والضباب والدخان
والكلاب والتراب وريح الزمان
ودعك من كل ما هو شان
واصبر وما صبرك إلا بالرحمن
فكلنا يحمل على كاهله حملان
شكرا

وهذا حال الانسان
منذ آدم إلى الآن
أغراب فيها وإنا له
و إليه راجعون
برغم سحر الدنيا
ونفثات الشيطان
نفث فى آدم
و بدأ بحواه
يعرف أن سحرها إحتواه
و طريقه إليه يبدأ منها
سحراً و غواية
إلى أن هبط ونزل
و من بعد نزله سيعلو
و من بعد غفوه دنيا سيصحو
حقاً كان مقدوراً
و لن يغفو الحق
و إن نامت آنام
هذا هو الحق
و المبدأ و الايمان
و إمتحان ابن آدم
حاله حالى
و سؤاله سؤالى
و ما حزنى و ما قلقى فى الدنيا إلا منها
فيها ما فيها
غربان و بلابل
زهور و أشواك
طيور بجناح الحب والجمال تطير
و أخرى تنعق للموت أنشودة
أحزان تخلق إنسان
و نهاية لتبدأ و يبدأ
ما الموت إلا بداية
ما الحزن إلا إمتحان
من رحمه يخلق الفرح
من بحرنا تولد الحياة
و فى جوفه قد نغرق
كان شاهدى أناجيه
لعله يسمع
ما عن الناس أخفيه
لعله يذكر
و يُذكّر من نسي
أوأنكر
أحبه كدمى
يجرى فى شريانى
و أحب بحرنا
الجديد القديم
الراحل المقيم
و أحبك إن أحببته
ما نجواى إليه إلا نجوى عاشق و حائر
يلومه و يعتب لما جرف
في تياره من الذكرى
لا أكره منه
إلا ما هو يكره
عواء الذئاب
و نواح الكلاب
و أشلاء الأجساد
و أوساخ الكرى
كيف أذكر الحب
و لا أنكر الذنوب
كيف أرى الجمال
و لا أنقض العيوب
كيف أريح الجراح
و لا أكتم نزيف القلوب
حملى ثقيل يا رفيق
و زادى قليل
و قلبى بطعنة الغدر عليل
لكنى سأمضى و أواصل المشوار
كالبحر يترك ماغرق
و يمضى يواصل الجريان
نحو الحب ، نحو الخير
نحو حنان الحقول
و نضرة خضرة الحياة
نعيشها و نعشق
و نخلق فيها بإذنه
ما منه خُلقنا
من أديمها
من ترابها
من حبها
من حضنها
منه و إليه نعود
و منها لله إن جحدت حضنها
عن نفسي لا و لن أجحد
بل أصبر على البلاء
و أصمد
شاهدى و معينى بحر الحب فى قلبى متجدد
كبحر جديد لميت مرجا يجرى
و لا هى أوله
و لا هى أخره
و لا هى منبعه
و لا هى مصبه
لله الدوام
و ما سواه زائل

الشكر
للأخ الفاضل
على بن محمد آل مجاهد

أحمد عبد المنعم

كل سنة و أنت
خاين زى ما أنت
و لا أكون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

حرام عليك
يحرم عليكم كلكم

منكم لله



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]