بطل الشرق الأوسط في كمال الأجسام

اللياقة البدنية، رياضة تمارس بوجهين، عند الشباب والكبار من الجنسين، الإناث والذكور على حد سواء.
هذه الرياضة قسم من الذين يمارسونها يرومون منها تليين أجسامهم لغاية طرد الكسل الذي أصابهم نتيجة قلّة الحركة الجسمية في الأعمال التي يؤدونها، فينشّطون بواسطتها الدورة الدموية عندهم وتحريك عضلاتهم والحفاظ على رشاقة أجسامهم تاليا. هذا القسم يمارس حركات رياضية معينة متناسقة ومتنوعة تشمل الركض والقيام بحركات تحت مسمى " ايروبيك".
أما القسم الثاني فيستفيد من هذه الرياضة لغرض اكتساب عضلات وإظهار تقاطيع الجسد

بصورة بارزة ويطلق على هذه الرياضة لعبة "كمال الأجسام" بحيث يمارس المنتسبين إليها تدريبات قاسية غايتها تنمية عضلات الجسم بصورة بارزة. وتقام فيها مباريات لاختيار أجمل الأجسام تقطيعا للعضلات وحجمها.
هذا النوع من الرياضة ـ كمال الاجسام ـ يستهوي العديد من الشباب كونه يرضي عنفوانهم ويكسبهم ما يرغبون في تنميته ورؤيته في اجسامهم، لكن لا يعني ذلك ان هذه الرياضة تعمل وتظهر على الجسد فقط، انها كأي رياضة تهتم بأخلاق المنتسب اليها، فيتم التركيز على الناحية الاخلاقية وسقل الروح المعنوية وحسن الخلق التي تمنع على الرياضي ان يكون مجرد مشاكس في المجتمع ، بل ليكون على العكس من ذلك، فإن مسؤوليته اكبر حيال افراد مجتمعه ليكون مثال الفضيلة والاخلاق الحميدة والسيرة الحسنة، لانه سيكون محط انظار الشباب من حوله لما يكون قد نال من اعجابهم، مما يدفعهم للتمثل به والاقتداء بسلوكياته بين الناس.
ومن اهم الميزات في هذه الرياضة كذلك، انها عامل مؤثر في شخصية الشاب، لابتعاده بواسطتها ، عن كل الموبقات والآفات الاجتماعية، كالادمان على المخدرات وغيرها من الآفات التي قد يتعرض أي مراهق لاغراءاتها والوقوع في شركها، فتذهب بشخصيته.. والاهم انها تدمر صحته وبنيته العقلية والجسدية.
ر هذا غيض من فيض مما يمكن الحديث عنه حول الرياضة بشكل عام ورياضة كمال الاجسام بشكل خاص.
في هذه الحلقة استضفنا واحدا من ابطال لبنان الدوليين الذين رفعوا العلم اللبناني اكثر من مرة في المحافل الدولية من خلال مسابقات كمال الاجسام.
" قبل ان ابدأ ممارسة رياضة كمال الاجسام، كان وزني اقل من خمسين كيلو غراما ( 42 ) .. وهذا ما دفعني الى مزاولة هذا النوع من الرياضة.. لاجد نقسي محبا لها ومدربا فيها".
بهذه المقدمة بدأ بطل لبنان باسكال حمود وحامل لقب بطل الشرق الاوسط للعام 1997 خلال الدورة التي اقيمت في الاردن.
* س : ماذا تعني لك الرياضة بصورة عامة؟
* ج : الرياضة كعنوان تعني الكثير.. فهي في معناها اللفظي تعني ترويض النفس على امر بعينه، فكريا وجسديا.. فكريا هي رياضة روحية يمارسها قسم من الناس لغرض الصفاء الروحي والنفسي وايضا في بعض حالات العبادات .. اما من الناحية الجسدية فبممارستها يستقيم الجسم وينمو بصورة سليمة خالية من التوتر والامراض الناتجة عن الكسل في الدورة الدموية وتصلب شرايين القلب وتقوي عضلات الجسم والترهل الذي يصاحب التقدم في السن ، ناهيك عن ان الرياضات الجسدية تهذب السلوك وترفع من شأن من يمارسها لتمتعه بالاخلاق الحميدة .
* س : لماذا اخترت كمال الاجسام هل بدافع الغرور.. بحيث ان هذه اللعبة تعطيك ميزة على الآخرين ؟
* ج : ابدا... ابدا على الاطلاق!.. كل ما في الامر انني في مرحلة من مراحل حياتي كان وزني لا يصل الى 50 كيلو غراما... فقط اثنان واربعون بالتحديد وكنت ارغب من انتسابي لهذه الرياضة ان اتساوى مع الآخرين فقط وكنت اعاني من ضعف شديد في بنيتي الجسدية.. كذلك من طولي الذي لم يكن يتعدى الـ 154 سنتم.. نصحني احد المقربين بممارسة رياضة.. وهكذا اخترت هذا النوع منها بدافع زيادة وزني.. وبالفعل وجدت مع الايام ان افادتي ليست في تحسين وزني فقط.. بل على شخصيتي كلها.. أحببتها، فحزت بطولات في لبنان وأيضا بطولة الشرق الأوسط للعام 1997 التي جرت في الأردن.
* س : ماذا تعني باحببتها ؟
* ج : لقد وجدت نفسي بالدرجة الأولى بعيد كل البعد عن الاستجابة لمغريات عمر المراهقة وسن الشباب، الذي عادة ما يستجيب فيه الإنسان الى مغريات الطبيعة ورفاق المحيط ، مثل الوقوع في الموبقات مثل الإدمان على الخمر او المخدرات او الانسياق خلف الملذات .. كل هذه الأمور يتصور المراهق او الشاب انه يمكن ان يعيشها على سبيل التجربة .. لكنه يكتشف فيما بعد انه ادمنها دون ان يشعر وصار اسيرا لها دون ان يدري .. وعند ذلك قد يتحول الى عاهة في مجتمعه.. وحتى سوف ينبذ من محيطه بلا شخصية وقد يعامل معاملة الحيوان لانه في تصرفاته قد فقد القدرة على ضبطها بعدما صار أسير الحالة التي وصل اليها.. من هنا وجدت ان الرياضة قد جنبتني الوقوع في اي من المساوىء التي ذكرت .. ولذا أحببتها وصرت مدربا فيها.
من هنا ارى ان الرياضة هي الحصن المنيع في وجه كل الموبقات.. وهي الدرع الذي انصح الشباب والشابات كذلك، باللجوء اليه.. قد يأت وقت لا ينفع فيه الندم ويدفع الشاب او الشابة حياته ثمنا لنزوة ( تجربة) حولته الى مدمن.. او الى مريض يصعب شفاؤه.
* س : لننتقل الى موضوع آخر.. حدثنا عنك أين بدأت ممارسة هذه اللعبة. والى اين وصلت الآن ؟
* ج : بدأت في نادي الصحة والقوة والذي افتخر بانتسابي اليه كتلميذ في هذه اللعبة.. وأنا الآن مدرب فيها .. وبين تلك الفترة وهذه.. مررت بسنوات من التمرين المتواصل وتناول الوجبات الضرورية وهي ست وجبات يوميا، حتى تمكنت من احراز اول بطولة في العام 1993 وهي بطولة لبنان للناشئين وذلك على مدى ست سنوات متتالية ( 93 و94 و95 و96 و97 و98 و2002 ) وبعض البطولات العربية التي لم أوفق في المراتب الأولى فيها كوني كنت في الخدمة العسكرية (خدمة العلم) ولم أكن أمارس التدريبات اللازمة نتيجة الوضع الذي كنت فيه .. وفي سنة 1997 اشتركت في بطولة الشرق الأوسط في وزن 80 كيلو غراما فنلت الميدالية الذهبية.
* س : لماذا لم تشارك منذ تلك الفترة في بطولات محلية او اقليمية او دولية.. طالما تجد في نفسك امكانية احراز القاب جديدة لك ؟
* ج : عندي هنا جوابان.. الاول انني استعد الآن للمشاركة في بطولة البحر المتوسط التي ستقام في لبنان.. وثانيا مثل اي نشاط شبابي واجتماعي، لرياضتنا همومها كذلك .. وسوف اختصر المعانات بالقول ان هناك سببان رئيسيان .. الأول غياب الدعم ، بحيث ان امكاناتي المادية لا تسمح لي .. وذلك ان رياضتنا تحتاج الى مصروفات أكثر من عادية إضافة الى الوجبات اليومية .
* س : تقصد العقاقير والمنشطات؟.
* ج : نعم .. والسبب الثاني والاهم في اعتقادي انه لتشترك في بطولات محلية او خارجية يجب ان تكون من المقربين من النافذين في حقل الرياضة .. واعتقد ان هذا اخطر ما يواجهه الرياضي عندنا .. ولن ادخل في التفاصيل، فالذين يمارسون الرياضة.. كمال الأجسام او غيرها، يعرفون ماذا اقصد ومن اقصد تحديدا.. وآمل ان نصل الى الوقت الذي تنتهي فيه مثل هذه الأساليب ...
* س : الا تحصل لعبتكم على دعم من الوزارة؟
* ج : لا ادري؟!!... ( يتأفف ) عليك ان تسأل القيمين على هذه اللعبة!. لكن اعتقد انه لو كان هناك من دعم لن يصل إلينا!.
* س : هل في هذا اتهام لجهات معينة ؟
* ج : لا اريد ان اتهم.. وكذلك لن انفي.. ولكن احترامي لهذه اللعبة وإبطالها يدفعني الى التأسي في ان نصل الى مستوى من التعامل مع المحسوبيات على حساب الكفاءة.. والتوازنات بين النوادي على حساب حرمان أصحاب الإمكانية في الفوز.. فقط لانهم ينتمون الى هذا او ذاك.. او هم معروفون من هذا المسؤول او ذاك.
* س : هل تقصد بكلامك اتحاد اللعبة.. ورئيسها مليح عليوان؟.
* ج : ابدا على العكس تماما الاستاذ مليح له افضال كبيرة على هذه اللعبة وانا افتخر انني ممن تدربوا في نادي الصحة والقوة وباشراف البطل العالمي منير عليوان.
* س : اذن من تقصد؟
* ج : المنتسبين لهذه اللعبة يعرفون من اقصد .
* س : ذكرت شيئا عن العقاقير والمنشطات.. هل هذا مسموح لكم تناوله؟.
* ج : في هذا الموضوع لا بد من توضيح ان مثل هذه الامور رسميا وفي المباريات الدولية ممنوع ولكن لا يمكن ان تتصور ان انسان يتعامل مع الحديد والأوزان الثقيلة يمكن ان تفي قوته الذاتية بالغرض.. ولذلك المزاول للعبة يمكنه ان يتناول بعض المنشطات إلا ان عليه الامتناع عنها قبل ثلاثة اشهر على الاقل من الدخةل الى حلبة الاشتراك.. من هنا ومع الالتزام بالقوانين يمكن تناول العقاقير المنشطة في لعبتنا والسبب ان تناولها يعود الى ان لعبتنا قردية يتنافس فيها المتباريان في الشكل وليس بابراز القوة البدنية، فقط الناحية الجمالية.. بمعنى انك لا تبارز خصما فتحتال بمضاعفة قوتك البدنية لتتفوق على قوة خصمك، اذ أساس المبارزة عندما يكون هناك خصمان هي اظهار قوة الآخر الطبيعية وهذا احترام للطبيعة اليشرية, لذلك المنشطات مسموحة كما قلت بعض الاحيان في لعبتنا كونها تسعى لإظهار صورة جميلة متناسقة.. هذا كل ما في الامر.
* س : هل هي عقاقير خاصة؟.. اي انها تصنع خصيصا لهذا الغرض؟.
* ج : ابدا.. هي موجودة في الاسواق كعقاقير لعلاجات طبية متنوعة ويصفها الأطباء لمرضاهم قي حالات خاصة يحتاج فيها المريض الى منشطات.. وكونها تزيد في تنمية البناء الجسدي إضافة الى القوة البدنية، اعتمدت في لعبتنا لما تضيفه من زيادة في كمال وتناسق الاجسام ورياضتنا هي ابراز الجمال الجسماني.
* س : هل يستطيع اي انسان من ممارسة هذه الرياضة ؟
* ج : لا.. هناك مثلا اجسام لا يمكنها ان تمارس هذه الرياضة لاسباب تتعلق ببنيتها الجسدية.. جاءني مرة بعض الراغبين في ممارسة لعبة كمال الاجسام وبعد معاينتهم تبين لي ان هناك بعض الاشخاص بنيتهم الجسدية لا تسمح لهم مزاولة هذه اللعبة فنصحتهم لاختيار غيرها.
* س : هل من استعدادات حالية للاشتراك في مباريات دولية... ومن هو مثلك الاعلى في هذه الرياضة؟
* ج : اولا لدي رغبة كبيرة لهذه الجهة وانا الآن في مرحلة تحضير لهذا.. ولكن للأسف وكما قلت سابقا قد يحول دون ذلك بعض الصعوبات مما ذكرته لان مثل هذا الاشتراك يحتاج الى دعم مادي.. وثانيا ان أكون من أصحاب الحظوظ.. اما لجهة مثلي الاعلى, هو كل من يتمتع بروح وجمال هذه اللعبة من الناحية الاخلاقية اولا ومن الناحية الجسمانية ثانيا..
ـ هناك من اشترك قبلك في مباريات عالمية وحمل لقبا عالميا لم يحرزه في لبنان غيره من قبل.. هل تعتقد انه كان من اصحاب الحظوظ ؟
ـ لم اقصد هذا الشخص على الاطلاق فانا أكن له الكثير من الاحترام والتقدير.. واعرف كذلك ما عاناه هو للوصول الى ما وصل اليه وكل ذلك كان بمجهوده الفردي وبذل جهدا فرديا منه.. وكنت اود ان يكون معنا ليطلعك بنفسه بان الدعم الوحيد الذي تلقاه ـ طيعا من الناحية المادية ـ كان مبلغا لم يتجاوز الـ 500 دولار من احد الرؤساء الذين ما زالو الى الآن في الحكم (!!!!!) فماذا ننتظر من الدعم؟..
* س : بماذا تنصح من يزاولون هذه الرياضة خاصة والشباب يصورة عامة؟.
* ج : انصح بداية كل شاب وفتاة بممارسة توع من انواع الرياضة لان فيها مناعة للجسم من الأمراض.. وحصانة للأخلاق من الضياع.. ولمن يمارسون رياضة كمال الأجسام عليهم ان يواضبوا على التمارين حسب إرشادات المدرب والالتزام بقواعد التمارين وان لا يلتفتوا الى ما قد يبعدهم عن نواديهم... فلكل زمان دولة ورجال.. واذا كان اليوم من عوائق أمامهم او بعض الشوائب التي تعترض مسيرتهم، فسوف يأت اليوم الذي تنتفي فيه هذه الشوائب وتزول هذه العوائق ويصل كل صاحب حق الى حقه.. ولا يبقى إلا وجه ربك الكريم..
والذي اتمناه أيضا ان ينخرط في هذا النوع من الرياضة كل شباب لبنان والعالم العربي، لما لها من فائدة على سلوكياتهم الأخلاقية والاجتماعية وعلى صحتهم البدنية لدرء الامراض منها ودوام الحيوية والنشاط عندهم.
كلمة ختام أتوجه فيها بالشكر الى مجلة " الضوء" وللقيمين عليها والعاملين فيها وأتمنى لها ولهم دوام التوفيق.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]