هل تستطيع ان تلقي كلمة امام الناس ام لا ( الرهاب الاجتماعي)

نعم صحيح تلك مشكلة فى مجتمعاتنا وتحتاج ليس لمعالجة صاحب المشكلة فحسب بل تحتاج إلى علاج لشمولية نظرة المجتمع ذاته
والمشكلة الاجتماعية كامنة فى أنه يتم تقييم الشخص بناءا على قوة شخصيته واقتداره على التحدث بطلاقة والخطابة الجهورية ولفت الأنظار وهو بتلك المزيا يكون قادر على إقناع الآخرين ولا أقل من التصفيق لمن له تلك القدرات بصرف النظر عن منطقية مقاله
أما من يعانى من شيئا من الخجل أو من لا يستطيع أن يعبر عن أفكاره فى ظل التجمهر حتى لو كان على علم فهو ليس له مكان وليس له رأى ويقلل من شأنه ويذدريه ويسخر منه البعض بدلا من اكسابه الثقة للتحدث وابداء رأيه أو الاستفادة منه ومن آرائه
مع انه يمكن لمن يعانى بعضا من تلك المشكلة ان يكون على دراية وعلم ممن يسخر منه ويعانى بعضا من مشاكل الرهاب الاجتماعى
بالمعنى الأصح فقط من علا صوته ساد بافكاره وبالمعنى الدارك فقط فنجرى البؤ هو الذى له مكان وهذا بالطبع دليل على وجود خلل فى المجتمع ولا شك
ولنا فى مجتمع الصحابة الذى رباه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
**فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلعثم لسانه من الرهبة فهدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من روعه بقوله المفترض أنها تدرس فى علم الاجتماع
قال له صلى الله عليه وسلم فيما معناه يا أخى انك تكلم ابن امرأة كانت تأكل القضيض بمكة
وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم المثل الأصح فى كيفية التعامل مع مثل هؤلاء الذين يعانون من الرهاب الاجتماعى
** ولنتذكر الموقف الذى نزلت فيه الآية بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يذكى أو يذكر فتنفعه الذكرى صدق الله العظيم
وكان ذلك عتابا من رب العزة تبارك وتعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه كان يفضل دعوة زعماء وأكابر وأشراف مكة على أن يتحدث إلى الأعمى الذى ذهب للرسول صلى الله عليه وسلم يسأله أن يعلمه شيئا من دينه وكانت الأولوية لنبى الرحمة فى دعوة زعماء مكة ليس على سبيل الوجاهة وحاشا لله بل فى سبيل خدمة الدين حيث ان كل زعيم من هؤلاء الصناديد ورائه قبيلة ولو أن واحدا منهم ىمن لاتبعه قومه فيكون مكسبا للدين
ولكن أولويات السماء كانت غير ذلك ففضلت دعوة الأعمى الضعيف على دعوة هؤلاء
** وليس أدل من ابى حنيفة النعمان عندما كان يجلس ما بين تلاميذه فى المسجد فدخل عليهم رجل مهاب الجانب ذا لحية شديدة السواد وثوب شديد البياض وعريض المنكبين فلم أبو حنيفة رجليه هيبة للرجل بعدما كان قد فردها بين تلاميذه وبدأ فى استكمال الدرس
فقال أبو حنيفة جملة خبرية فرجع هذا الرجل وسأل فيها بصيغة الاستفهام فما كان من أبى حنيفة إلا أن اعاد ثنى رجليه وقال الحمد لله الذى أراح أبا حنيفة
هكذا من المفترض أن يتم تقييم الشخص فى المجتمع المثالى ليس على أساس هيئته ولا على أساس صوته الجهورى ولا على أساس إمكانيته على لفت الانظار
وليس أدل من أن عبد الناصر رحمه الله كسب ثقة الشعب المصرى كله بداية من كلمة جماهرية فى حادث المنشية أيام أن كان رئيسا للوزراء قال فيها
أيها الرجال أيها الأحباب إذا مات جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبد الناصر . . .
وبعد أن أدلى بهذا الحنك . . . كسب ثقة الجماهير فخلع بعدها الرئيس / محمد نجيب رحمة الله عليه
وذاك شكل من أشكال خطورة الحكم على الأشخاص فى وسط الزحام بقدرة أيا منهم على خطف بل سرقة الأنظار
وشكلا آخر من الأشكال هو ما جعل د / جمال حمدان لا يأخذ دورا قياديا ولا محوريا على الرغم من مقدرته العقلية والعلمية على تغيير شكل المجتمع المصرى
والأشكال كثيرة فيما يدلل على أن هناك خلل فى المجتمع يقضى بأن يكون فنجرى الحنك هو من يقود الدفة بصرف النظر عن إن كان على علم أو على جهل
شكرا وللحديث بقية

الجميع يثمن لك حرصك الدائم والدؤوب على سير مستوى المنتدى قدما وهذا ليس بغريب عليك سيدى
ولكن تنأنى الهوينة وارفق فالمنتدى مازال جديدا وعدد الأعضاء المشاركين ليس بالكثرة التى تتوقع معها كثرة المشاركات
ولا تواجهنا بقصور هو فينا ولا نستطيع نكرانه وتذكر انه إذا أشرت بإصبع اتهام إلى شخص فهناك ثلاثة أصابع تشير إلى صدرك
أينعم مواضيعك هادفة ولا بأس بها ولكنا ننتظر منك المزيد فى الكم والكيف
أما عن كون التفاعل ليس بالكم المطلوب فتذكر انك تتعامل مع المرجاوية وهم من هم المرجاوية
من يتسمون بالعمق وعدم استظهار طريقة التفكير بسهولة بالمعنى الأصح وبالبلدى بيشتروا ومايبيعوش
وتلاحظ ذلك من مطالعة أسماء المشاركين فتجدهم بالكثرة الكفيلة وبالأسماء صاحبة الفكر والآراء ولكن للأسف لا توجد مشاركات ومؤكد أن تلك مشكلة تواجه اى منتدى أعضائه بثقل وعمق المرجاوية
دورك ودور الرواد أمثالك يتاتى إذا فى جر هؤلاء من يتمثلون الثقل ويكتفون بالمطالعة من قبيل أن أسلوب النقاش لم يرقى لمستوى تفكيرهم . . . نعم جرهم جرا وجر اقلامهم للرد بمواضيعك الهادفة واستفساراتك محاولات التواصل الملحة
.
.
اما من ناحية أ / أحمد عبد المنعم وا / الشحات فندعو الله تبارك وتعالى أن يؤلف القلوب ويصلح الجميع وإن كنت قد أبديتم تأففكم سيدى من جراء عرض مثل تلك المشكلة العائلية البحتة فى المنتدى فإنا نوافق سعادتكم ولكن هاهو الحال فقد عرضت المشكلة للعيان وعلم بها الجميع فقل للاطراف قولا ربما يجعلك الله سببا لانهاء تلك المشكلة وإن لم يكن فلتنضم لصفوف الداعين أمثالنا والذين لا يملكون غير الدعاء للجميع ان ييسر الله لهم الأمور
.
.
وعودة للموضوع
فانا إن عرضت العرض فى مشاركتى السابقة ما قصدت فيه إلا أن أظهر أن المجتمع للاسف يشارك فى تفاقم مشكلة الرهاب الاجتماعى فما أن يعرف بعض الجهلة أن فلان خجول حتى يلاحقوه ويحرجوه بالاستظهار ومحاولات فرض الفهلوة والتريأة إلى أن يحولوا مشكلة الخجل إلى مشكلة انزواء وانطواء
مع أن الخجل هذا ليس بالصفة الذميمة بل هو شيئا محمود وممكن التغلب عليه إذا لمس الخجول امان من أن رأيه سوف يحترم مهما كان
ثم أن هذا المجتمع المتحكم فيه الفراودة من فنجرية الحنك مؤكد انه سوف يخسر الكثير من الأفكار المحكوم عليها بالموت جراء الخجل
ودعنى أذكر لك موقف يدلل على فكرتى التى أردت عرضها
كان لى صديق فى الكلية من بلد مجاور كان يعانى مما ذكرته شديد الخجل لتلعثم الكلام على لسانه وعدم قدرته على التعبير فى ظل التفات الأنظار إليه لدرجة أنه يكاد يبكى لو علم بنظر البعض إليه وخاصة الجنس الآخر ومحاولة منه فى تجنب ذلك الظرف كان ينزوى فى وسيلة المواصلات - القطار - ولا يجلس مع احد ومع ذلك لا يتركه الزملاء فى حاله بل يتجمعون كى يتسلوا عليه ويضحكوا
ما ان شاهدت ذلك التصرف المشين من بعض الزملاء إلا وحاولت التعرف على هذا الرجل عن قرب فوجدته أحسن الرجال واقيم الرجال وانضج الرجال وأكثرهم ثقافة وطيبة
وصادقته صداقة وثيقة وكان الزملاء ينكرون على مشيى مع هذا الرجل وذلك لجهلهم فتجد احدهم يقول لى انت ماشى مع فلان ليه دا حلنا على لما يبنطق كلمتين على بعض يا راجل فتحاول إفهامهم بعكس ذلك فلا تجد صدى لكلامك معهم لانهم يريدونه كذلك وليست جميع النفوس سليمة بالطبع فدائما تجد بعض الجهلة يبحثون عن تسلية .
هذا هو ما كان يدور بمخيلتى ساعة كتابة المشاركة وربما ابتعد مضمون المشاركة بعض الشىء عن صلب الموضوع ولكنى أعتقد أنها لم تبتعد كثيرا .
شكرا