** ماجعل الله لرجل من قلبين في جوفه.........**

سيدي الاستاذ مصري شاكر جدا اهتمام سعادتكم بالموضوع واقدم لكم خالص التحية لمشاركتم الدائمة والدؤبة بالمنتدي . بالنسبة للاية الكريمة جاء فيها تفسيرات كثيرة وعديدة وهذه هي معجزة القران الكريم بس خلينا نشوف ابن القيم قال ايه ......

قال أبن القيم رحمة الله تعالى :

قبول المحل لما وضع فيه مشروط بتفريغه من ضده ،وهذا _ كما أنه في الذوات والأعيان _فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات .

فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل اعتقاداً ومحبة لم يبقى فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع ،كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع ،لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل .وكذلك الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرغها من ضدها ، فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإراداته والشوق إليه والأنس به لايمكن شغله بمحبة الله وإراداته وحبه والشوق إلي لقائه إلا بتفريغه من تعلقه بغيره ،
ولا حركه للسان بذكره والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته ، فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق والعلوم التي لا تنفع لم يبق فيها موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه .وسرّ ذلك :

إن إصغاء القلب كإصغاء الأذن، فإذا أصغ إلى غير حديث الله لم يبقى فيه إصغاء ولا فهم لحديثه ،كما إذا مال إلى غير محبة الله لم يبقى فيه ميل إلى محبته ، فإذا نطق القلب بغير ذلك لم يبقى فيه محل للنطق بذكره كاللسان ،ولهذا في (الصحيح ) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً يَِرِيه (إي يأكل جوفه ويفسده )خيراً له من أن يمتلئ شعراً)، فبيّن أن الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها ، والعلوم التي لا تنفع ،
والمفاكهات والمضاحكات والحكايات ونحوها .وإذا أمتلئ القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته ، فلم تجد فيه فراغاً لها ولا قبولا ، فتعدته وجاوزته إلى محل سواه ، كما إذا بذلت نصيحة لقلب
ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه ، فإنه لا يقبلها ولا تلج فيه ، لكن تمر مجتازة لا مستوطنه ، ولذلك قيل :نزّفؤادك من سوانا تلقنا ***** فجنابنا حل لكل مُنَزّهِ
والصبر طِلّسْمٌ لكنز وصالنا**** من حلّ ذا الطّلَّسْم فاز بكنزه .فتأملوا

بس السؤال الذي يطرح نفسه وهو المقصود بقلبين في الاية الكريمة هل القلب المحسوس الذي يدق بين اضلعنا ام هي كنايه عن شئ اخر فيما معناه عقيدتين مثلا او كما قال ابن القيم قلب مشغول بذكر وعبادة الله وقلب مشغول باللهو واللعب وطريق الشيطان لايجتمعان