انتبه فإن الموت قادم

من طرف **Teacher** الثلاثاء يناير 29, 2008 12:07 am

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , أما بعد:
إننا اليوم نعيش عصرا سيطرت فيه الماديات والشهوات, وانشغل فيه كثير من الناس عن رب الأرض والسماوات.والكل مشغول بالمال.
((إذا قل مالي فما خل يصاحبني ........ وفي الزيادة كل الناس خلاني))
((كم من عدو لأجل المال صادقني ...وكم من صديق لفقد المال عاداني))
ولكن الحياة في هذه الأرض موقوتة بأجل ثم تأتي نهايتها.فيموت الصالحون ويموت الطالحون ولذا سميت هذه الحقيقة في القرآن بالحق"وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد" والحق أنك تموت والله حي لا يموت, والحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.
(( كل باك فسيبكى , وكل ناع فسينعى , وكل مذكور سينسى, ليس غير الله يبقى من على فالله أعلى))
أيها الحبيب: اعلم أن الموت لا يوقر شيخا كبير, ولا يعطف على امرأة, ولا يحنو على صغير, ولا يقرع لك بابا.وهو الحقيقة الكبرى التى تعلن على مر الزمان والمكان في أذن كل سامع وعقل كل مفكر أنه لا بقاء إلا للحي الذي لا يموت.
واعلم أن الدنيا مهما عظمت فهي حقيرة , ومهما طالت فهي قصيرة, والليل مهما طال لا بد من طلوع الفجر,والعمر مهما طال لا بد من دخول القبر.
((القبر باب وكل الناس داخله....يا ليت شعري بعد الموت ما الدار))
((الدار دار نعيم إن عملت بما...... يرضي الإلهوإن خالفت فالنار))
((هما محلان ما للمرء غيرهما.......فانظر لنفسك أي الدار تختار))
حبيبي الغالي انك إن وقفت بين يدي أصحاب المناصب في الدنيا ترتعد أطرافك.فما بالك إذا وقفت بين يدي الملك والملوك.فكم من مصيبة قد فعلتها ونسيت وكم من ذنب قد ارتكبته وأصبح عندك في طي النسيان ولكنه مسجل عند ربك في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى.
((تذكر وقوفك يوم العرض عريانا.......مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا))
((والنار تلهب من غيظ ومن حنق...على العصاة ورب العرش غضبانا))
((اقرأ كتابك يا عبد على مهل.............فهل ترى حرفا غير ما كان))
((فلما قرلأت ولم تنكر قراءته..وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا))
((نادى الجليل خذوه يا ملائكتي.............وامضوا بعبد للنار عطشانا))
((المشركون غدا في النار يلتهبو..........والموحدون بدار الخلد سكانا))
قال تعالى" ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد" إنه يوم القيامة..يوم الحسرة والندامة..يوم الحاقة..يوم الآزفة..يوم الزلزلة...
فانتبه أيها الأخ الحبيب فهذا اليوم قادم لا محالة. ولو أن الأمر توقف عند الموت لكان الأمر سهلا, ولكن بعد الموت بعث وبعد البعث حشر ,وبعد الحشر صحف, وبعد الصحف ميزان وبعد الميزان جنة ونيران.
تخيل معي.ستقف بين يدي الله عز وجل يكلمك وتكلمه ليس بينك وبينه ترجمان,فإن كنت من أهل التوحيد فيقررك بذنوبك ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة حتى يضع رب العزة عليه كنفه,فيقرره بذنوبه,تعرف ذنب كذا يوم كذا؟فيقول ربي أعرف.فيقول الله ولكني سترتها عليك في الدنيا واغفرها لك اليوم"
ويعطى كتابه بيمينه وينطلق إلى أحبابه"هاؤم اقرأو كتابيه, إني ظننت أني ملاق حسابيه, فهو في عيشة راضية"
وأما إن كانت الأخرى والعياذ بالله يقف بين يدي الله ذليلا ويعطى كتابه بشماله ويسود وجهه ويكسى من سرابيل جهنمفيقول حينئذ"يا ليتني لم أوت كتابيه,ولم أدر ما حسابيه, يا ليتها كانت القاضية"
قف بالقبور وقل على ساحاتها......من منكم المغمور في ظلماتها
((ومن المكرم منكم في قعرها....قد ذاق برد الأمن من روعاتها))
((لو جاوبوك لأخبروك بألسن...........تصف الحقائق بحالاتها))
((أما المطيع فنازل في روضة....يفضي إلى ما شاء من دوحاتها))
((والمجلام الطاغي بها متقلب........في حفرة يأوى إلى حياتها))
((وعقارب تسعى إلى قروحه......في شدة التعذيب من لدغاتها))إننا لا نريد أن نقنط أحدا وإنما نرى الأمة الآن قد حق عليها قول رسولنا"يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسةل الله؟قال لا ولكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل"
الله أكبر وكأن رسولنا صلى الله عليه وسلم يعيش معنا اللآن ويرى ما نحن فيه من ذل وهوان.
وما السبيل إذن إلى النجاة؟
لا بد من التوبة والأوبة والرجوع إلى الله.
وهذا بإذن الله تعالى موضوعنا القادم.
وفي النهاية نسأل الله أن يرزقنا حسن الخاتمة.
وأشكر أخي عادل الذي طلب مني كتابة هذا الموضوع.