ابتسامات في حكايا

سأل أحد الناس عالما فقيها قائلا :
- ما تقول في رجل خلا بمحبوبته الجميلة، والباب مغلق وقد نام الرقيب، ولم يصدر عن هذا الحب شر؟
قال : إذا سلِم من شر الآثام، فلن يسلم من سوء الاتهام.



*****


لزم أعرابي سفيان بن عيينة مدة يسمع منه الحديث، فلما جاء ليسافر قال له سفيان: " يا أعرابي ما أعجبك من حديثنا؟
قال: " ثلاثة أحاديث:
- حديث عائشة - رض-عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يحب الحلوى والعسل.
- وحديثه إذا وُضع العَشاء، وحضرت الصلاة، فابدءوا بالعشاء
- وحديث عائشة عنه أيضا ليس من البر الصوم في السفر.



*****


مرض الأسد فعادته السباع والوحوش ما خلا الثعلب، فنمَّ عليه الذئب، فقال الأسد:" إذا حضر فأعلمني". فلما حضر الثعلب، أعلمه بذلك - وكان الثعلب قد أُخبِر بما قاله الذئب- فقال الأسد: " أين كنت يا أبا الفوارس؟" قال: " كنت أتطلّب لك دواءً" فقال الأسد: " وأي شيء أصبته؟" قال: " قيل لي خرزة في عرقوب أبي جعد" (الذئب)، فضرب الأسد بيده في ساق الذئب فأدماه ولم يجد شيئا، فخرج ودمه يسيل على رجله وانسلّ الثعلب، فمر بالذئب فناداه:
" يا صاحب الخف الأحمر، إذا قعدت عند الملوك فانظر ما يخرج منك، فإن المجالس بالآمانات".



*****


كان الشاعر الأموي بشار بن برد ضخم الجثة، مُفرط الطول. دخل عليه أحد الأدباء يوما وهو نائم في دهليز كأنه جاموس،
فقال له : يا أبا معاذ، من القائل؟


إن في بُردي جسما ناحل***لو توكأت عليه لانهدم

قال: أنا.
قال: من القائل أيضا؟


في حُلتي جسم فتى ناحل***لو هبت الريح به طاحا

قال: أنا.
قال: ما حملك على هذا الكذب؟ والله إني أرى أنْ لو بعث الله الرياح التي أهلك بها الأمم الخالية ما حرّكنك من موضعك.



*****


حينما أتم اللغوي المشهور الخليل بن أحمد الفراهيدي وضْع العروض في مجال الشعر، انهالت عليه الطلبات في تعليم هذا الفن، وكان ممن تردّد إليه يتلقى العروض الأصمعي – الراوية المشهور-.
فشرع الخليل يشرحه له والأصمعي لا يفهم ما يقول، فأعاد الخليل الكرة، فامتنع الفهم أيضا على الأصمعي، ولما يئِس الخليل منه، هداه فكره إلى حيلة يصرفه بها دون إحراج.
فقال له: يا أبا سعيد كيف تُقطِّع قول الشاعر:


إذا لم تستطع شيئا فدعه***وجاوزه إلى ما تستطيع

فأنشأ الأصمعي يقطع البيت دون جدوى. حتى أتى به الخليل على آخره، استأذن وخرج ولم يعد بعدها إلى العروض.