الرقم الذي طلبته غير صحيح

التاسعه والنصف والاكتاف تتزاحم لي شباك التذاكر ..
وفي اخر لحظه اجد لنفسي مقعدا علي القطار المتجه الي القاهرة..
انتابني الفرح لاني سازور اقاربي واقوم ببعض الجولات الممتعه هناك..
ووسط مقاعد الدرجه الثانيه المكيفه ولاول مرة اجربها خوفا من الزحام..
كانت تائهه .. تجول بعينيها السوداوتين في انحاء العربه وكانما تبحث عن شي مفقودعادت وولت اكثر من مرة حتي انها لفتت انتباه الاخرين واكثرهم انا ..
راودني احساس انها تريد ان تجلس في المقعد المواجه لي ..
فاصطنعت السذاجه واوقفتها ..اتسمحين .. هوا القطر دا بيوصل القاهرة الساعه كام؟؟
وكان الرد غريبا وغير متوقع.. مؤثر بعض الشئ..(وايه يعني لو القطر ما وصلش خالص)
وانفجرت في البكاء ومن تاثير السير انطرحت علي المقعد المواجه لي مباشرة تركتها لحظات تستريح وتنهي بكائها الذي وبصراحه اوجعني .وفجاة ونا ير منتبه لها سمعت صوتها العذب يخترق حيز سمعي ( انا اسفه )التفت اليها . علي ايه حصل خير.. بس انتي تعبانه شوي ولاشي.. ردت بنفس الصوت العذب المحشرج الذ ينبعث منه انوثه طاغيه ..تعبانه كتير بس .. بس ايه؟.. انا ارتحت لك كتير وهاحكيلك.. انطرحت علي المقعد وتاهبت الي سماعها فقالت لي انها احببت شاب من القاهرة وسيم شيك . غني . متعلم يجمع كل صفات فتي الاحلام. قابلها مرات عديده الي انها صارت لا تستطيع ان يمر يوم من دون ان تراه..وثقت به تمام الثقه.. ائتمنته علي كل اسرارها بل واسرار العائله ايضا. حتي انه اذا تشاجر والداها كانت تحكي له ادق التفاصيل .. وفي احد الايام التي لم تشرق لها شمس يوم ومض في حياتها لحظات واطفا بعدها كل لحظات السعاده..يوم اعطاها كل سعاده وهميه دامت لحظه واورثهاايام من الندم والحسرة..دعاها الي العشاء تاهبت بالحلي والزينه وابهي ما عندها من ثياب وابتكرت الحجه الوهميه التي علي اساسها سوف تغادر المنزل..ماما عيد ميلاد دينه صاحبتي .. ويدق رنين الهاتف من احدي صديقاتها .. وتفتح الاسبيكر حتي تسمع من حلولها يرد صوت انثوي ( ايه يا ؟؟؟ انتي مش جايه الحفله ماما هتزعل جدااا )وكان ذلك باتفاق بينها وبين زميلتها حتي تتم الحبكه الدراميه ويكون خروجها من المنزل او تاخرها امر لا غبار عليه وتم ما خططت له وخرجت وكان الاخ . ينتظر في سيارته الاخر موديل علي اقرب ناصيه لمنزلها لوح لها مع اشارة صوتيه من السيارة اتجهت اليه وهي تلتفت حولها وكانه موعد تسليم مخدرات للاسف لم تكن مخدرات ..اهلا يا حياتي وحشتيني. اتاخرتي عليا موووت... اسكت .. انا اصلا مش مصدقه اني خرجت .. واضطريت اكدب علي باب وماما . وقلتلهم انا رايحه عيد ميلاد .. سكت لحظه ونظر اليها نظرة الذئب الذي يسيل لعابه طمعا في فريسته . . ها ها ها.. استغربت هي بعض الشي .. ممكن اعرف انت بتضحك ليه دلوقتي..؟؟اصلك ما كدبتيش ولاحاجه .. نظرت اليه في دهشه( ازاي ) قالها اليوم عيد ميلاد اختي وكنت عاملها ليكي مفاجاه
بس اهو انتي اضطرتيني اقولك.. بجد مش كنت تقول كنت اشتريت هديه.. بس كده.. ومن اقرب بوتيك .. توقفت السيارة .. ونزل هو من السيارة وفي ثواني لم تكتمل الدقيقه عاد ومعه علبه لهاتف نقال موديل لا باس به حتي انه من تعجله لم يرد ان تلف العلبه كالهدايا .. واستقل السيارة الي جوارها وواخذ يتحدث اليها حتي انها لم تلقي بالا للطريق الذي يسرون فيه وفاجاه توقفت السيارة عند مدخل فيلا عندما راتها من الخارج عرفت انها لن تكون لهذا الشاب يوما من الايام فالواجهه واجهه قصر بكل المقاييس ودار حول السيارة في رومانسيه واتجه نحو الجهه التي تجلس فيها وفتح الباب مع انحنائه خفيفه ..تفضلي .. نزلت من السيارة .. والشك بداخلها .. راودها احساس بالخيانه . هناك غدر .. لا تدخلي .. لكنها احبت المغامرة .. طمعت في لذة الفضول.. البحث عن التجربه.. فتح الباب ( سالته هوا مفيش حد هنا ولا ايه؟؟) .. لا لا ازاي دا اكيد بس يمكن هنا ولا هنا الفيلا كبيرة ..تعالي تعالي ..واغلق الباب ونظر اليها نظرة فهمت منها ما يريد دون اي تشويش اوشك هذه دعوة للمتعه وليس عيد ميلاد للاسف بل عيد وفاه .. وفاة من؟؟ وفاة اغلي واعز ما نملك..حاولت ان تحد من ثورته التي بدات دون اي مقدمات علي اساس ان يكون اللقاء محدود العناصر الا انها لم تستطع بسببه وبسببها ايضا كانت تريد ان تجلس علي الشاطي ويلاعب الموج قدمها لكن للاسف ارتفع المد وجرفها الي الماء انغمست فيه حتي اذنيها .. لم تتذكر بعدها اي شي الا انها نزلت من السيارة علي نفس الناصيه التي ركبت منها عادت من حيث اتت لكن لم تكن هي نقص عليا الكثير لا بل اكثر من الكثير بكثير ..وصلت الي المنزل تمنت ان لا يراها احد من اهلها وحدث فعلا ذلك دخلت الي غرفتها انفجرت في البكاء.. يدق جرس الهاتف الوو وو ايه يا بنتي عملتي ايه .. ماشيه معاك يا عم .. اللي زيك مين عربيه وحب ودلع ... انفجرت من البكاء حين سمعت هذا الصوت يتحدث من الهاتف بهذه العبارات..ايه حصل ايه انتم اتخانقتم .. لا .. امال ايه حصل ايه ..بكاء يقترب الي الصراخ المكتوم.. بس فيه طيب مفيش .. اوعي يكون؟؟؟؟؟ ...بكاااء مؤلم ... طيب بس اهدي وانا جايه عندك الصبح..ومرت اسوا واسود ليله ويشرق اليوم التالي لليله الماساويه .. وتاتي صديقتها .. ازيك يا طنط.. امال فين ؟؟؟؟ ودفعت باب الغرفه ودخلت الي صديقتها . مالبثت ان عانقتها وانفجرت من البكاء .. بس بس اهدي كل شي وله حل . توقفت فجاة عن البكاء .. حل ..حل ايه .. حل ازاي؟؟ اه حل قوليلي بس انتي محوشه كام ؟؟ فلوس يعني ...00جنيه بس ليه يعني خلاص ما تقلقيش الحل موجود .. تقدري تغيبي عن البيت يوم بليله ؟؟ ليه وازاي ؟؟ هنعمل الجراحه انا عرفه دكتور كويس في الاس؟؟؟يه وانتهي الموضوع وتفتكري ينفع.. وليه لا ما تخافيش .. كل تلك الاحداث وانا لم احرك اي ساكن من جسمي لم اهتز لم اعلق ولو بكلمه كل ما في الامر اني حين رايتها اول وهله كانت اجمل من رايت ولما سردت ما سردته صارت اقبح من سمعت وعلي ان اعرف انها عائده من المدينه التي اجرت فيها الجراحه وكانت تبحث عن زميلتها ولكن تعزر ان يلتقيا في القطار لسوء حظي انا حتي يتسني لي ان اسمع تلك الفاجعه ومن دون اي مقدمات تتوقف اخري الي جوار مقعدي .. ايه انتي فين انا قلقت عليكي .. مين القمر ده وهي تنظر الي .. نظرت اليها في دهشه ..تتحدث وكانها تعرفني ...تقصديني؟؟ عفوا ما اخدتش بالي .. وواخيرا ادركت ان القطار علي مشارف القاهرة .. من باب الاتيكيت ان اخلي المقعد للاخري .. علي العموم فرصه سعيده واسف للي سمعته وربنا يكتب لكي الخير ..ردت بصوت خافت .. صوت انبت نوايا السوء في مخيلتي.. هشوفك تاني؟؟؟ اه .. اه طبعا .. دانا اتشرف ..بس ازاي ؟.... دا رقم تليفوني لو حبيت تكلمني ؟؟.... اوكي شكرا سلام
وفي بيت اقاربي الذين اسقبلوني بحفاوة وخصصو لي غرفه جلست وانا متاكد ان الشيطان ساعتها كان الي جواري وسالت نفسي لما لا اتصل بها لعلي اجد رفيقا في جولتي في البلد يلا محدش واخد منها حاجه وفعلا تناولت الهاتف وكتبت الرقم وفاجاه ظهر صوت انثي صوت غير ما سمعت صوت وكانك تسمع نشرة الاخبار..الرقم الذي طلبته غير صحيح.. قلت الحمد لله
غير صحيح غير صحيح