القلق المرتبط بالامتحانات

كيف تتغلب على القلق المرتبط بالامتحانات؟
لقد اقترب موسم الامتحانات فتعلن حالة الطوارئ في معظم البيوت ان لم تكن جميعها، وان كان الاهتمام والرعاية مطلوبين للطالب في هذه الفترة، الا ان هذا لا يعني المبالغة بما يبعث القلق والخوف في نفس الطالب.
فكيف نساعده على التخلص من القلق، وكيف نتخلص نحن كآباء من الشعور بالقلق حتى ننجح في تجنيبه عن اولادنا.
تنظيم أوقات المذاكرة واوقات النوم ونوعية الطعام الذي تأكله عوامل أساسية لتجاوز مخاوفك وقلقك، مادمت انت اجتهدت وبذلت ما في وسعك في المذاكرة والتحصيل.
ولا يقتصر التوتر على الطلاب، وانما يمتد الى اسرهم وذلك لحرص الاسرة على ان يحقق ابناؤها افضل النتائج، مما يجعل الامتحان طرفا ضاغطا يحدث تغيرات نفسية وفسيولوجية وسلوكية.
الخوف من الامتحان يحدث تغيرات نفسية تتمثل في نقص الانتباه، واضطراب الذاكرة في صورة النسيان، وتصبح الافكار غير واضحة او غير منطقية، كما تقل قدرة الشخص على الحكم على الامور ويقع في أخطاء منطقية والى جانب هذه التغيرات المعرفية توجد تغيرات اكثر اهمية في مظاهر الضغط والشعور بها، وهي التغيرات الانفعالية في صورة التوتر والغضب والضيق والخوف والتشاؤم والشعور بالعجز، وهذه التغيرات الانفعالية تعبير عن استثارة الجهاز الانفعالي، اما التغيرات السلوكية فانها تعد نتائج للتغيرات النفسية، حيث تقل قدرة الشخص على انجاز المهام واداء المهارات التي يجيدها، فمثلا يتشوه خط الكتابة للطالب نتيجة الضغوط والتوتر الزائدين، وايضا يتغير النوم والاكل وقد يضطرب الكلام، ويصبح الطالب اكثر اعتمادية على الآخرين، وقد يأتي بسلوكيات شاذة لا تتناسب وشخصيته، وقد يحاول الانتحار. وكلما كانت الاسرة ناضجة انفعاليا في رؤيتها للامتحان، سيطرت على انفعالاتها وقللت من حدة التغيرات وجعلتها في حدها الامثل الذي يحفز الطالب دون ان يربكه. كما ان ثقة الطالب بنفسه وايحائه الذاتي الايجابي يضاعف من قدراته ومن انجازه.
أضرار القهوة والشاي
لا شك ان الطالب قد يجد نفسه مفرطا في تناول الشاي والقهوة، أو قد يتجاوزها لأخذ عقاقير منبهة ومنشطة بناء على نصيحة غير سليمة من أحد زملائه أو حتى من المقربين اليه، ففنجان القهوة المعتاد يحتوي على 100مغم من الكافيين، وهي كمية تعادل ما يوجد من ثلاثة أكواب من الشاي تقريبا. ويشيع بين الناس ومنهم الطلاب ان تناول القهوة والشاي يساعد على زيادة التركيز وصفاء الذهن ووضوح الأفكار وترابطها، ولكن هذا ليس علميا، حيث اثبتت الابحاث على طلبة المدارس والجامعات، ان الطلاب المنتظمين على تناول كميات عالية من الكافيين (أكثر من 300 مغم على مدار اليوم) وهو ما يعادل الكمية الموجودة في ثلاثة فناجين قهوة، كان أداؤهم الذهني ودرجة تركيزهم أقل من اولئك الذين يتعاطون فقط ما يعادل 100 مغم في اليوم أو من لا يتعاطون اطلاقا. وكانت النتيجة نفسها عندما سمح لهم بتعاطي الكافيين قبل الاختبارات الذهنية مباشرة، وقد يسارع قارئ متسائلا ومستنكرا ولكن ذلك الكلام العلمي مخالف للواقع من اليقظة لساعات اطول. ومن القيام بالعمل والجلوس امام الكتاب لفترات اطول، وهنا نقول: يجب ان تفرق بين اليقظة الكمية وهي التيقظ من دون ان يصاحبها درجة كيفية من الانتباه والتركيز واليقظة، التي تمكن الطالب من التعامل مع المشاكل الذهنية المعقدة.
كما ان الكافيين يغطي على سرعة حدوث الارهاق العضلي، ويعطي الشخص شعورا بالقوة البدنية، والقدرة على انهاء المهام باستخدام عضلاته وليس بعقله، مع انه يصل الى حد الاثارة العقلية، ولكن من دون قدرة ذهنية دقيقة تقابل ذلك، بل انه يؤثر في تلك المهارات بالسلب نتيجة اضطراب النوم الذي يصاحبها، او نتيجة حدوث مشاكل نفسية اخرى لم تكن موجودة من قبل تواكب ظهورها مع الافراط في تناول الكافيين.
مع العلم ان حالة النشاط الذهني خصوصا في العمليات العقلية المعقدة تحتاج الى صفاء الذهن ووضوح الفكرة والهدف طوال الوقت اثناء تأدية الامتحانات.
كما نوجه ابناءنا الطلاب بأن الانشغال باعداد القهوة او الشاي ربما يعكس قلق الشخص ويمثل حالة من الهروب من القلق النفسي، ولكن في هذه المرة هروب من القلق الى عقاقير تحدث القلق فتزيد عصبيته وتوتر الطالب بدلا من الهدوء. ايضا هناك ارتباط وثيق بين تناول الكافيين وحدوث نوبات الهلع ونوبات عن القلق الحاد الشديد، وهذا اضطراب نفسي ذو مظاهر جسدية قلبية وعصبية.
نصائح مهمة للطلاب
ويجب الاهتمام بظروف النوم الصحي والالتزام الدقيق بتجديد وقت ثابت للذهاب الى الفراش، وكذلك للاستيقاظ، استيقظ في الوقت المحدد حتى لو لم تنم بشكل كاف في ليلتك، مع الالتزام بهذه الاوقات حتى في الاجازات وعندما تأوي الى فراشك اطفئ النور او نم في وجود ضوء غير مباشر هادئ، واسترخ وتجنب التفكير فيما حدث لك خلال يومك او في مشاكل تتوقعها في اليوم التالي.
انتظم على برنامج يومي للرياضة.
نم في ظروف هادئة ومناسبة من حيث درجة الحرارة وبعيدا عن الازعاج.
تجنب الجوع او الشبع قبل النوم، وتجنب المشروبات التي تحوي على الكافيين.
تجنب ان تظل يقظا في الفراش لمدة طويلة فقد يحدث مع ذلك التململ وعدم الارتياح الذي يساعد على حدوث الارق، لو لم تنم خلال 30 دقيقة من دخولك الفراش فانهض من فراشك بهدوء وقم بعمل شيء فيه استرخاء قبل ان تعاود النوم مرة اخرى، ويمكن تكرار ذلك الامر.
في حالة حدوث ارق في الليلة السابقة تجنب النوم في النهار للتعويض، حتى لا يضطرب نومك في الليلة التالية.
تجنب تعاطي العقاقير المنومة، وكن واثقا بنفسك وبإمكاناتك الذاتية على النوم بشكل طبيعي. وفي الحالات الشديدة يمكنك ان تطلب المشورة النفسية. اما عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطالب فتتراوح من 6-8 ساعات يوميا، واما متى ينام، فهذه متروكة لظروف كل طالب الحياتية.
وعن تنظيم وقت المذاكرة فلا بد من وضع جدول للمذاكرة خلال اليوم محدد بالوقت، ولا بد ان يتضمن وقتا للراحة والاسترخاء والصلاة والرياضة وتناول الطعام، وقضاء بعض الهوايات. وان تجري المذاكرة في مكان هادئ...............
نتمنى للجميع النجاااااااااااااح الباهر