الموقع الرسمى لمدينة ميت مرجا سلسيل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسرار الشيخوخة و حتمية الموت

اذهب الى الأسفل

أسرار الشيخوخة و حتمية الموت Empty أسرار الشيخوخة و حتمية الموت

مُساهمة من طرف طبيب جراح الأحد مايو 17, 2009 8:12 pm

قال تعالى ( ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم و منكم من يتوفى و منكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً ) الحج: 5 .

أرذل العمر أو الشيخوخة هي المرحلة الأخيرة من حياة الإنسان الذي قدر له أن يتخطى مرحلة القوة و الشدة و النضوج ،و قد حدد القرآن تقريباً تلك المرحلة التي يصل فيها الإنسان إلى ذروة قوته و فعاليته ، حيث قال تعالى في سورة الأحقاف : ( حتى إذا بلغ شده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ و على والدي ) الأحقاف :15.

إن الذين تخطوا سني عمرهم الخمسين أو فوق ، يشعرون أن كل شيء فيهم يتغير و يهبط ، و يتمرد على ذلك النظام الذي كان يسري في أجسامهم قبل ذلك ،و كأمنا بصمات السنين قد تركت آثارها على ظاهرهم و باطنهم ، فبشرة الجلد الغضة اللينة أصبحت متجعدة و متهدلة ،و تحولت سوداء الشعر إلى بيضاء ،و برزت عروق الأطراف ،و ضعف البصر وزاغ ، و انخفضت كفاءة السمع ،و نقصت معدلات الإسقلاب العامة .

و لقد وجد العلماء أن معدل هذا التدهور يتراوح بين ( 0،5 ، ـ 3، 1 ) % في كل عام .

و كمثال ، فإن القلب يقوم في الدقيقة الواحدة ( 70 ـ 80 ) عملية انقباض و استرخاء ،و في اليوم أكثر من مائة ألف انقباض ،و في العام أكثر من (36) مليون انقباض و استرخاء ،و فلنتصور ذلك العبء الذي يقوم به على مر السنين ، إن كفاءته ستنخفض حتماً و بالتالي سينخفض معدل ورود الدم إلى الأنسجة الأخرى ، و منها الكلية التي تفرز مادة الرينين لتزيد ضغط الدم في محاولة منها لرفع معدل ورود الدم إليها ن و هكذا يدخل الجسم في حلقة مغلقة تؤدي لإصابة الإنسان بارتفاع الضغط عندما يتقدم في السن . إن هبوط كفاءة أي عضو هو انعكاس لهبوط كفاءة الوحدات التي تكونه ،و الوحدات الحيوية الوظيفية في أي عضو هي الخلايا ،فماذا وجد العلماء و هم يبحثون عن أسباب الشيخوخة على مستوى الخلية ؟

الواقع أن ملخص ما وصلوا إليه أن الخلايا لا تستطيع أن تتخلص تماماً من جميع النفايات و جميع بقايا التفاعلات التي تجري بداخلها ، فتتجمع تلك النفايات على شكل جزيئات ، قد تكون نشيطة أحياناً فتتحد بوحدات الخلية الحيوية كمصانع الخلية ( الشبكة السيتوبلاسمية ) .

ويؤدي هذا الاتحاد إلى نقص فعالية هذه الوحدات و بالتالي فعالية الخلية ككل ، و تسير هذه العملية ببطء شديد ، فلا تظهر آثارها إلا على مدى سنوات طويلة .. و هكذا يدخل الجسم في مرحلة الضعف ببطء بعد أن ترك تلك المرحلة حيث كان طفلاً ، ثم دخل في مرحلة القوة و الشباب ، حتى أن زاوية الفك السفلي تكون منفرجة عند الأطفال ، ثم تصبح قائمة أو حادة عند الشباب ، ثم تعود لتصبح منفرجة عند الكهولة كما كانت وقت الطفولة ،و صدق الله إذ يقول ( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً و شيبة ) الروم : 54.

و شيء آخر ،هو أن خلايا الجسم تكون في حالة تجدد مستمر ، عن طريق عمليات الهدم و البناء فتتغلب عمليات البناء أو التعمير في النصف الأول من حياة الإنسان ثم تتوازى عمليات البناء مع عمليات الهدم ، و في النصف الأخير من الحياة تتغلب عمليات الهدم أو التنكس على عمليات التعمير و هذا ما يفسر لنا سرعة التئام الكسور والجروح عند الصغار ،و بطئها عند المسنين ،و هكذا تتضح لنا روعة هذه الآية القرآنية الصغيرة ) و من نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون ) سورة يس: 68 .

و هي تبين لنا حقيقة علمية ثابتة . و سنة حيوية تقوم عليها كل عمليات الكائنات الحية على الإطلاق . أما بالنسبة للخلايا العصبية و العضلية فإنها لا تتجدد ، و كل خلية تموت يفقدها الجسم و يشغل النسيج الليفي مكانها .

و إذا غصنا مع المجهر الإلكتروني إلى داخل الخلايا الهرمة ، فإنه سيرينا ترسبات أطلق عليها بعض العلماء إسم أصباغ الشيخوخة ، و هي مواد كيميائية غربية تتجمع في خلايا المخ و العضلات و تكسبها لوناً خاصاً ، و هي عبارة عن بروتينات و أشباه بروتينات و دهون متأكسدة هذه المواد تتشابك أحياناً لتشكل شبكة على مر الأيام و كأنها خيوط العنكبوت التي تكبل الخلية و تسير بها إلى النهاية التي لا مفر منها ، ألا و هي الموت .

وإذا ما خرجنا من الخلية إلى رحب الحياة الواسع ، نجد أن موت الكائنات هو ضرورة لابد منها ، لتتالي الأجيال ،وإلا فلو تصورنا استمرار الحياة في الكائنات الموجودة حالياً ، لانعدمت عناصر الحياة ، و لما أتيح للأجيال اللاحقة فرصة الحياة و الوجود و قد أشار القرآن الكريم إلى حتمية الموت في مواضيع عدة منها قوله تعالى : ( كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيامة ) آل عمران : 185 .

و يقول مخاطباُ الرسول محمد عليه الصلاة و السلام في سورة الأنبياء : ( و ما جعلنا من قبلك الخلد أفإين متَّ فهم الخالدون . كل نفس ذآئقة الموت ونبلوكم بالشر و الخير فتنة و إلينا ترجعون ) الأنبياء : 34 ـ 35 .

و يسخر الله من الذين يبحثون عن مهرب من الموت أو عن منجى منه بالتخلف عن نصرة الله ،و الفرار يوم الزحف بقوله : ( أينما تكونوا يدرككم الموت و لو كنتم في بروج مشيدة ) النساء : 78 ، و قال : ( الذين قالوا لإخوانهم و قعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كمنتم صادقين ) آل عمران : 168.
طبيب جراح
طبيب جراح
مشرف سابق

عدد الرسائل : 1389
العمر : 40
الجنسية : مصرى
البلد : الدمام
مزاجى : أسرار الشيخوخة و حتمية الموت 2710
الهوايه : أسرار الشيخوخة و حتمية الموت Travel10
رقمى المفضل : وحي من الروح لا وحي من القلم *** هز المشاعر من راسي إلى قدمي

لما رأيت حجيج البيت يدفعهـم *** شوق إلى الله من عرب ومن عجم

لبوا الــنـداء فما قرت رواحلهم *** حتى أناخوا قبيل الصبح بالحرم

لبيك اللهــم يــا رباً نلــوذ بـه *** سجع الحناجر تحدوها بلا سئم

لما رأوا البيت حقا قال قائلهم *** مزجت دمعا جرى من مقلتي بدم

وصفقت من أريج الفرح أفئدة *** كما تراقص جذلان من النغم

سرى إلى الروح روحانيه عذب *** فزال عنهم سواد الهم والسقم

في ساحة البيت والأبصار شاخصة *** كأنما هي أطياف من الحلم

والطائفون كأمواج البحار وهم *** مابين باكي على ذنب ومبتسم

الله اكبر كم مدت هناك يد *** وكم عليها أريقت ادمع الندم

وكم توسل محروم فبلغه *** رب الحجيج أماني الروح والنعم

وكم تنفس مظلوم بحرقته *** وكم أقيل عظيم الذنب واللمـم

تاريخ التسجيل : 09/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أسرار الشيخوخة و حتمية الموت Empty رد: أسرار الشيخوخة و حتمية الموت

مُساهمة من طرف طبيب جراح الإثنين مايو 18, 2009 6:38 pm

منقول
طبيب جراح
طبيب جراح
مشرف سابق

عدد الرسائل : 1389
العمر : 40
الجنسية : مصرى
البلد : الدمام
مزاجى : أسرار الشيخوخة و حتمية الموت 2710
الهوايه : أسرار الشيخوخة و حتمية الموت Travel10
رقمى المفضل : وحي من الروح لا وحي من القلم *** هز المشاعر من راسي إلى قدمي

لما رأيت حجيج البيت يدفعهـم *** شوق إلى الله من عرب ومن عجم

لبوا الــنـداء فما قرت رواحلهم *** حتى أناخوا قبيل الصبح بالحرم

لبيك اللهــم يــا رباً نلــوذ بـه *** سجع الحناجر تحدوها بلا سئم

لما رأوا البيت حقا قال قائلهم *** مزجت دمعا جرى من مقلتي بدم

وصفقت من أريج الفرح أفئدة *** كما تراقص جذلان من النغم

سرى إلى الروح روحانيه عذب *** فزال عنهم سواد الهم والسقم

في ساحة البيت والأبصار شاخصة *** كأنما هي أطياف من الحلم

والطائفون كأمواج البحار وهم *** مابين باكي على ذنب ومبتسم

الله اكبر كم مدت هناك يد *** وكم عليها أريقت ادمع الندم

وكم توسل محروم فبلغه *** رب الحجيج أماني الروح والنعم

وكم تنفس مظلوم بحرقته *** وكم أقيل عظيم الذنب واللمـم

تاريخ التسجيل : 09/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى