دقيقة حداد 0000000 على الحلم العربى
3 مشترك
دقيقة حداد 0000000 على الحلم العربى
من ساحة الشهداء في بيروت انطلق الحلم العربي بمشاركة مائة مبدع عربي من المحيط الى الخليج في خريف 1996 .. و من الاستديوهات المغلقة انطلقت صرخة الضمير العربي .. و كانت محطة الانطلاق وحدها كافية ليلمس النجباء من العرب -و هم قليلون بطبيعتهم- الفارق ما بين الحلم و الضمير .. الفارق بين 1996 و بين 2008 .. الفارق بين الحلم الذي نخرج به أمام الملايين لنعلن عنه و نغازله أمام الملايين فيصيبه و تصيبنا معه عيون الحساد من باقي أمم الأرض و بين الضمير الذي لا يريد العرب له أن يخرج من ستوديوهاتهم كما في الأوبريت أو من غرف نومهم كما هو الحال على أرض الواقع!
كان الفارق كبيرا بين خريف 96 و ربيع 2008 .. الفارق الذي كان وحده كفيلا بألا تخرج صرخة الضمير من ساحة الشهداء التي خرج منها الحلم قبل أثني عشر عاما .. ذاك لأن من أطلقوا الحلم مقسمون اليوم ما بين معارضة و موالاة يخشى البعض -و أنا منهم- أن تودي بلبنان الى المجهول .. الفارق بين حكومات كانت مركزية و تحولت -بقدرة قادر على الجانب الاخر من الأطلسي- الى حكومات خضراء تواجه معارضات شرسة في بغداد و بيروت و رام الله .. و كان ممكنا أن يمتد اللون الأخضر الى القاهرة غير أن الحكومة المصرية و الشعب المصري مدينان بالكثير لكأس أفريقيا و محمد أبو تريكة و عصام الحضري اللذين عطلا كثيرا هذا الامتداد الى القاهرة .. الفارق بين أمة المفترض أنها تبحث عن وحدة لتجد نفسها أمام تقسيم جغرافي جديد قد يقسم دولنا المسماة جدلا بالعربية الى أربع و خمسين دويلة تقريبا .. الفارق بين أمل تمسكنا به في خريف 1996 رغم أنه كان ضئيلا وقتها .. رغم أنه كان هزيلا يومها .. و بين ألم و صرخة أكتشفنا قبل أسبوعين كم هو مؤلم و كم هي قاتلة ...!
نعود الى الأوبريت الذي تعرض كتاب كلماته لطعنة في الظهر بتجاهل عرض أسمائهم في العمل الذي أكتفى مخرجه بالتأكيد على أنه المنتج و المفكر و المخرج -و ربما الكومبارس أيضا- لتؤكد لنا أن القائمين على العمل يعانون مشاكل خطيرة على صعيد الضمير أيضا .. في كل لقطة تطاردك صورة "أحمد العريان" شقيق "طارق العريان" مخرج و مؤلف و ملحن و موزع و مونتير الحلم العربي و كأن عائلة العريان قد تملكت توكيل التحدث عن حال هذه الأمة في الضمير و الحلم سويا .. اضافة الى يمين بطال من مخرج العمل بأن المشاهد المأساوية التي سنراها حقيقية مائة بالمائة .. و كأن الشعوب العربية قد عدمت قنوات الأخبار التي تذيع مشاهدا أكثر مأساوية من اللقطات التي أحتواها العمل .. و كأنه لا توجد في عالمنا العربي الجيزرة و لا العربية و لا حتى السي أن أن .. قبل أن يظهر وديع الصافي و محمد العزبي بوصفهما "كبار الأوبريت" .. و لا أخفي هنا اعجابي بحنجرة العزبي الذي يبقى تجاهله جريمة نكراء في حق المبدع المصري .. لا أعتقد أن فارق السن بين الصافي و العزبي كبيرا للدرجة التي يظهر بها الاثنين بهذه الحالة.. فالصافي كان يغني مستعينا بدور أحمد زكي في فيلم "العندليب" في حين كانت أحبال العزبي الصوتية أقوى عشرات المرات من مثيلاتها لدى غالبية الشباب العربي المشارك في العمل!
بالنسبة لنجوم العمل يبقى الانجاز الأكبر اشتراك العراقيين ماجد المهندس و رضا العبدالله جنبا الى جنب مع مطربي الكويت عبدالله الرويشد و نوال ..ناهيك عن اختلاف اللهجات العربية المشاركة في العمل فرغم أن العمل في غالبيته جاء مصريا خالصا الا أن ذلك لم يمنع تواجد الفصحى كما فعلت أصالة أو اللهجات المحلية كما حدث مع الشاب خالد و رضا العبدالله و غيرهم من المشاركين بالعمل بنسبة أكبر من الحلم العربي .. و الملاحظ أيضا أن الشعور الغالب في أداء نجوم الضمير العربي هو الكابة الشديدة و سوداوية المستقبل و رغم استلهام القائمين على العمل هذه الروح من واقع الأحداث الا أنه منع تميز النجوم الكبار في العمل .. بحيث لم نشعر بأهمية تواجد هاني شاكر و نانسي عجرم و صابر الرباعي و أصالة و شيرين و لطيفة سوى بغرض جذب أنظار الجماهير نحو العمل لا غير!
فاجئني عبدالله الرويشد باستخدامه لطبقة صوتية منخفضة في الجزء الخاص به في العمل .. و أذهلني أكثر بغنائه للمقاومة و لا أعرف هل أخذ الرويشد تصريحا من حكومة الكويت قبل أن يغني هذا المعنى أم أنه ما حدث لا يعدو كونه "قسمته و نصيبه" في العمل .. أيضا لم أشعر أن رضا العبدالله يبدع في عمل منذ "بعدك حبيبي" مثلما شعرت بأدائه الرائع في "الضمير العربي" أذهلني رضا العبدالله بقدرته على اعادة اكتشاف مساحات صوتية رائعة و جديدة و قوية للغاية لديه لدرجة أنه أحرج شريكته في الكوبليه أمال ماهر -و ما أدراك ما أمال ماهر- و جعلنا نبصم بالعشرة أن رضا العبدالله قد عاد الى الطريق الصحيح بعد أن تفرغ لفنه و لابداعه بدلا من الدخول في مهاترات خسر فيها أكثر مما كسب!
ماجد المهندس جاء أدائه تقليديا للغاية و يبدو أن مهندس الأغنية العراقية من الأصوات التي لا تلحظها "في الزحمة" و لا يطرب الا لو غنى منفردا .. أوجعني عمر عبد اللات و هو يغني بطبقة أقرب الى البكاء و هو يقول "يا أخويا يا عربي ..." .. كان نطقه للجملة على بساطتها معبرا و مؤلما بشكل يجبرك على الصمت لمتابعة باقي الكوبليه .. و ضربة المعلم من وجهة نظري جائت في غناء اللبنانية يارا ضد الطائفية مع الربط المباشر برؤوس الأزمة اللبنانية سعد الحريري و نبيه بري و اميل لحود و فؤاد السنيورة .. رسالة يحتاجها لبنان في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى .. و أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت بالفعل!
خلاصة القول أن الضمير العربي أثبت بما لايدع موضعا للجدل أن ارتباط السياسة بالفن كالزواج الكاثوليكي .. فاذا كانت السياسة تعبر عن وجهة نظر الكبار من رجال اعمال و مراكز قوى يبقى الفن وحده المنبر الوحيد الذي يستطيع المواطن العربي أن يتحدث فيه بحرية الطائر و ببلاغة الفلاح و بمهارة لاعب الكرة .. و قد جاء انحياز الأوبريت في غالبية مواضعه الى وجهة نظر الغالبية العظمى من الشارع العربي التي تدعو الى الوحدة و تنبذ الفرقة و الطائفية .. أنحاز الأوبريت بشكل واضح الى نظرية المقاومة سواء أسماها العالم ارهابا أو تخريبا .. كما ألقى بكرة المستقبل في ملعب القمة العربية المقبلة بدمشق عاصمة العرب لعام 2008 .. و هي القمة التي يبدو من الأحداث السائدة أنها ستحل كل الألغاز أو تعقد كل الأمور .. مع الاخذ في الاعتبار أن الأمور على الساحة السياسية ليست بحاجة الى مزيد من التعقيدات!
ملاحظة أخيرة .. هل كانت نبرة الكابة المسيطرة على العمل بمثابة دقيقة حداد على الحلم العربي؟ .. ما رأيكم .. دام فضلكم! محمود هشام مجاهد سالم
كان الفارق كبيرا بين خريف 96 و ربيع 2008 .. الفارق الذي كان وحده كفيلا بألا تخرج صرخة الضمير من ساحة الشهداء التي خرج منها الحلم قبل أثني عشر عاما .. ذاك لأن من أطلقوا الحلم مقسمون اليوم ما بين معارضة و موالاة يخشى البعض -و أنا منهم- أن تودي بلبنان الى المجهول .. الفارق بين حكومات كانت مركزية و تحولت -بقدرة قادر على الجانب الاخر من الأطلسي- الى حكومات خضراء تواجه معارضات شرسة في بغداد و بيروت و رام الله .. و كان ممكنا أن يمتد اللون الأخضر الى القاهرة غير أن الحكومة المصرية و الشعب المصري مدينان بالكثير لكأس أفريقيا و محمد أبو تريكة و عصام الحضري اللذين عطلا كثيرا هذا الامتداد الى القاهرة .. الفارق بين أمة المفترض أنها تبحث عن وحدة لتجد نفسها أمام تقسيم جغرافي جديد قد يقسم دولنا المسماة جدلا بالعربية الى أربع و خمسين دويلة تقريبا .. الفارق بين أمل تمسكنا به في خريف 1996 رغم أنه كان ضئيلا وقتها .. رغم أنه كان هزيلا يومها .. و بين ألم و صرخة أكتشفنا قبل أسبوعين كم هو مؤلم و كم هي قاتلة ...!
نعود الى الأوبريت الذي تعرض كتاب كلماته لطعنة في الظهر بتجاهل عرض أسمائهم في العمل الذي أكتفى مخرجه بالتأكيد على أنه المنتج و المفكر و المخرج -و ربما الكومبارس أيضا- لتؤكد لنا أن القائمين على العمل يعانون مشاكل خطيرة على صعيد الضمير أيضا .. في كل لقطة تطاردك صورة "أحمد العريان" شقيق "طارق العريان" مخرج و مؤلف و ملحن و موزع و مونتير الحلم العربي و كأن عائلة العريان قد تملكت توكيل التحدث عن حال هذه الأمة في الضمير و الحلم سويا .. اضافة الى يمين بطال من مخرج العمل بأن المشاهد المأساوية التي سنراها حقيقية مائة بالمائة .. و كأن الشعوب العربية قد عدمت قنوات الأخبار التي تذيع مشاهدا أكثر مأساوية من اللقطات التي أحتواها العمل .. و كأنه لا توجد في عالمنا العربي الجيزرة و لا العربية و لا حتى السي أن أن .. قبل أن يظهر وديع الصافي و محمد العزبي بوصفهما "كبار الأوبريت" .. و لا أخفي هنا اعجابي بحنجرة العزبي الذي يبقى تجاهله جريمة نكراء في حق المبدع المصري .. لا أعتقد أن فارق السن بين الصافي و العزبي كبيرا للدرجة التي يظهر بها الاثنين بهذه الحالة.. فالصافي كان يغني مستعينا بدور أحمد زكي في فيلم "العندليب" في حين كانت أحبال العزبي الصوتية أقوى عشرات المرات من مثيلاتها لدى غالبية الشباب العربي المشارك في العمل!
بالنسبة لنجوم العمل يبقى الانجاز الأكبر اشتراك العراقيين ماجد المهندس و رضا العبدالله جنبا الى جنب مع مطربي الكويت عبدالله الرويشد و نوال ..ناهيك عن اختلاف اللهجات العربية المشاركة في العمل فرغم أن العمل في غالبيته جاء مصريا خالصا الا أن ذلك لم يمنع تواجد الفصحى كما فعلت أصالة أو اللهجات المحلية كما حدث مع الشاب خالد و رضا العبدالله و غيرهم من المشاركين بالعمل بنسبة أكبر من الحلم العربي .. و الملاحظ أيضا أن الشعور الغالب في أداء نجوم الضمير العربي هو الكابة الشديدة و سوداوية المستقبل و رغم استلهام القائمين على العمل هذه الروح من واقع الأحداث الا أنه منع تميز النجوم الكبار في العمل .. بحيث لم نشعر بأهمية تواجد هاني شاكر و نانسي عجرم و صابر الرباعي و أصالة و شيرين و لطيفة سوى بغرض جذب أنظار الجماهير نحو العمل لا غير!
فاجئني عبدالله الرويشد باستخدامه لطبقة صوتية منخفضة في الجزء الخاص به في العمل .. و أذهلني أكثر بغنائه للمقاومة و لا أعرف هل أخذ الرويشد تصريحا من حكومة الكويت قبل أن يغني هذا المعنى أم أنه ما حدث لا يعدو كونه "قسمته و نصيبه" في العمل .. أيضا لم أشعر أن رضا العبدالله يبدع في عمل منذ "بعدك حبيبي" مثلما شعرت بأدائه الرائع في "الضمير العربي" أذهلني رضا العبدالله بقدرته على اعادة اكتشاف مساحات صوتية رائعة و جديدة و قوية للغاية لديه لدرجة أنه أحرج شريكته في الكوبليه أمال ماهر -و ما أدراك ما أمال ماهر- و جعلنا نبصم بالعشرة أن رضا العبدالله قد عاد الى الطريق الصحيح بعد أن تفرغ لفنه و لابداعه بدلا من الدخول في مهاترات خسر فيها أكثر مما كسب!
ماجد المهندس جاء أدائه تقليديا للغاية و يبدو أن مهندس الأغنية العراقية من الأصوات التي لا تلحظها "في الزحمة" و لا يطرب الا لو غنى منفردا .. أوجعني عمر عبد اللات و هو يغني بطبقة أقرب الى البكاء و هو يقول "يا أخويا يا عربي ..." .. كان نطقه للجملة على بساطتها معبرا و مؤلما بشكل يجبرك على الصمت لمتابعة باقي الكوبليه .. و ضربة المعلم من وجهة نظري جائت في غناء اللبنانية يارا ضد الطائفية مع الربط المباشر برؤوس الأزمة اللبنانية سعد الحريري و نبيه بري و اميل لحود و فؤاد السنيورة .. رسالة يحتاجها لبنان في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى .. و أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت بالفعل!
خلاصة القول أن الضمير العربي أثبت بما لايدع موضعا للجدل أن ارتباط السياسة بالفن كالزواج الكاثوليكي .. فاذا كانت السياسة تعبر عن وجهة نظر الكبار من رجال اعمال و مراكز قوى يبقى الفن وحده المنبر الوحيد الذي يستطيع المواطن العربي أن يتحدث فيه بحرية الطائر و ببلاغة الفلاح و بمهارة لاعب الكرة .. و قد جاء انحياز الأوبريت في غالبية مواضعه الى وجهة نظر الغالبية العظمى من الشارع العربي التي تدعو الى الوحدة و تنبذ الفرقة و الطائفية .. أنحاز الأوبريت بشكل واضح الى نظرية المقاومة سواء أسماها العالم ارهابا أو تخريبا .. كما ألقى بكرة المستقبل في ملعب القمة العربية المقبلة بدمشق عاصمة العرب لعام 2008 .. و هي القمة التي يبدو من الأحداث السائدة أنها ستحل كل الألغاز أو تعقد كل الأمور .. مع الاخذ في الاعتبار أن الأمور على الساحة السياسية ليست بحاجة الى مزيد من التعقيدات!
ملاحظة أخيرة .. هل كانت نبرة الكابة المسيطرة على العمل بمثابة دقيقة حداد على الحلم العربي؟ .. ما رأيكم .. دام فضلكم! محمود هشام مجاهد سالم
عمرو_هشام- مرجاوى مبدع
-
عدد الرسائل : 431
العمر : 33
العمل : طالب بكلية الهندسة ** جامعة المنصورة
البلد : ميت مرجا سلسيل - شارع البحر
رقم العضويه : 87
مزاجى :
الهوايه :
المهنه :
رقمى المفضل : 7
تاريخ التسجيل : 23/02/2008
رد: دقيقة حداد 0000000 على الحلم العربى
كلام رائع رائع
استمر مبدعااا
استمر مبدعااا
عادل رمضان- نجم المنتدى
-
عدد الرسائل : 1533
العمر : 34
العمل : طالب
البلد : ميت مرجا سلسيل - امام المستشفى
رقم العضويه : 2
الهوايه :
المهنه :
رقمى المفضل : 2
تاريخ التسجيل : 16/01/2008
رد: دقيقة حداد 0000000 على الحلم العربى
شكرا ياعادل
عمرو_هشام- مرجاوى مبدع
-
عدد الرسائل : 431
العمر : 33
العمل : طالب بكلية الهندسة ** جامعة المنصورة
البلد : ميت مرجا سلسيل - شارع البحر
رقم العضويه : 87
مزاجى :
الهوايه :
المهنه :
رقمى المفضل : 7
تاريخ التسجيل : 23/02/2008
رد: دقيقة حداد 0000000 على الحلم العربى
أي حلم عربي تذكر ....هل هي الوحدة ...إن الوحدة العربية هي من خيال الاغاني فلم نسمع عنها إلا عند الشعراء وخيالاتهم .....فالوحدة العربية سراب نعم سراب والعرب خلقوا ليختلفوا لا ليتحدوا
عطا درغام- مرجاوى جديد
-
عدد الرسائل : 77
العمر : 54
العمل : أخصائي مكتبات
البلد : جديدة المنزلة
الهوايه :
تاريخ التسجيل : 21/05/2008
مواضيع مماثلة
» دعاء في أقل من دقيقة 4
» رأى نجوم هوليوود فى الصراع العربى الصهيونى
» (( ....العلم ... القلم ... الحلم .. الظلم ... ))
» كليب الضمير العربى حصرياااا
» إعلان وفاة النظام العربى
» رأى نجوم هوليوود فى الصراع العربى الصهيونى
» (( ....العلم ... القلم ... الحلم .. الظلم ... ))
» كليب الضمير العربى حصرياااا
» إعلان وفاة النظام العربى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى